مشروع صغير غيَّر كل شيء

قصص

مشروع صغير غيَّر كل شيء

بعد أن شاركت السيدة عطرة في مشروع تمكين أمهات الأيتام من خلال جلسات الدعم النفسي والدعم القانوني، تغيرت شخصيتها وأصبحت ترى الأشياء بطريقة مختلفة، تقول: "صار عندي هدف في الحياة"، ثم ابتسمت وشرحت لنا كيف ستقوم بالتحضير لمشروعها، وكيف أنها ستخصص غرفة من بيتها تطل على الشارع وتجهزها للمشروع، وكان لها ما أرادت فحصلت على الدعم المادي الكافي لتبدأ مشروعها.

"عيد الأضحى هذا كان أكثر من عيد"، تقول السيد عطرة هذه الجملة البسيطة بابتسامة عريضة، لأنها تمكنت لأول مرة من توفير مستلزمات العيد من دخل مشروعها الصغير، أو حلمها الذي تحقق بمساعدة برنامج مستقبلي.

وقد عبرت عن رضاها عن المشروع وكيف ساهم هذا التدخل في قلب حياتها من العجز إلى الأمل في اقل من شهر. "لا أريد مساعدات حيث تصل الإيرادات من الأرباح في الأسبوع الواحد ما يقارب 80-100 دولار واستطعت أن اوفر أرباح تزيد عن 350 دولار خلال شهر من تاريخ بدءها ، وقد قمت 4 مرات خلال هذا الشهر بشراء كميات جديدة من المجمدات بدلاً من الكميات المباعة."

 

تعرفنا على السيد عطرة حجى وأبنائها الخمسة قبل 4 سنوات، أثناء البحث الميداني وتحديد الاحتياجات لضحايا العدوان على غزة، وقتها كانت السيدة عطرة وأبنائها يقيمون في غرفة واحدة ببيت من بيوت أقاربهم، لأن الحرب لم تأخذ أباهم فقط وإنما راح بيتهم ضحية كذلك.

***

أربع سنوات مرت، ومازالت مؤسسة التعاون وبتمويل من الوطنية موبايل تتدخل مع هذه العائلة التي اعتمدت بشكل كلي على المساعدات، فوفرت لهم من خلال برنامج مستقبلي الاحتياجات التعليمية لكل الطلاب من قرطاسية وكتب ومواصلات وزي خلال السنوات الأربع، بجانب الخدمات الصحية المختلفة كما دمجت الأطفال في مشاريع التعليم المساند وساهمت في تحسين مستواهم التعليمي، بجانب إشراكهم في برامج الدعم النفسي. غير أن كل هذه التدخلات لم تحدث الأثر المطلوب بقدر ما أحدثه تأسيس مشروعهم الصغير لهذه العائلة مشروع لبيع المجمدات.