دروس من الإصرار من طفل صغير في غزة

قصص

دروس من الإصرار من طفل صغير في غزة

بعض الأشياء في هذا العالم تلهمنا وتمنحنا الإيجابية وهذه القصة هي واحدة من بين قصص أطفال برنامج مستقبلي التي تبين لنا والطموح الذي فيهم ليكونوا أفرادا ملهمين في المجتمع. 
محمد الكرد وبدعمه المتواضع من "مستقبلي" نراه لاعب كرة قدم بارع وإنسان ذكي ومتألق في المستقبل القريب. 
 
يعيش محمد الكرد ابن الثمان اعوام  مع امه السيدة نسرين الكرد واخوته الثلاثة: ريماس بالصف السابع، وعمر بالصف الثامن، وفاطمة بالصف الخامس. في منزل متواضع جدا في مخيم بربرة في رفح جنوب قطاع غزة، ويعود المنزل الذي تعيش فيه العائلة الي والد السيدة نسرين وتزداد معاناتهم في فصل الشتاء بسبب الأمطار خاصة وأن المنزل متصدع والجدران متشققة جراء الإهتزازات والإنفاجارات العنيفة التي تعرضت لها مدينة رفح خلال عدوان 2014 على قطاع غزة.
وما زالت أسرة محمد تعيش ظروف اقتصادية صعبة بعد وفاة والده خلال العدوان الاسرائيلي عام 2008-2009. وتزداد المسؤولية يوما بعد يوم في ظل حاجة الأسرة للعيش في حياة كريمة، وبالرغم من الاوضاع الصعبة التي يعيش فيها محمد، إلا انه اثبت جدارته وارادته القوية في مواجهة الظروف.
رحلة محمد مع أنشطة برنامج مستقبلي بدأت وهو في مرحلة رياض الأطفال وما زالت مستمرة وهو الآن في الصف الثالث الإبتدائي، كان ملاحظا على محمد في بداية مشاركته في أنشطة مشروع التعليم المساند وهو في الصف الأول الإبتدائي انه لم يكن بالسهل أن يندمج مع اطفال آخرين ومعلمين خارج المدرسة وهو الذي كان يرغب في أن يكون مثل الأطفال الاخرين ولكن لم يجد الاداة التي تساعده على التغيير الذي يطمح إليه، حتى وجد الميسرين والاخصائي النفسي مخرجا من حالة الإنطواء التي يعيشها محمد. كان ذلك من خلال تشجعيه أكثر على اللعب وسط مجموعات ومن خلال جلاسات تفاعلية وابرازه كطالب نجيب ومتفوق وهذا ليس بالأمر الغريب عنه. وهنا وجد محمد اشارة الضوء التي طالما حلم بها، ان يقرأ ويشارك مع المجموعات والزملاء.
مشاركه محمد بجلسات وأنشطة مشروع التعليم المساند-برنامج مستقبلي على مدار ثلاث سنوات، زادت من  قدرة محمد على أن يذاكر دروسه بمفرده. حيث ساعده حضوره لجلسات التعليم المساند في تطوير مهاراته في القراءة والكتابة وحل الاختبارات وهو يحاول التميز والوصول الي تحصيل دراسي ممتاز، وهذا ما حصل عليه وما زال محافظا على بلوغه فقد حصل خلال الفصل الدراسي الأول للعام 2015/2016 علي معدل تراكمي 98% والان في نهاية الفصل الثاني نال المرتبة الاولى بمعدل 99%. 
تقول والدة محمد: "العاملين في برنامج مستقبلي هم الاهل لإلي بيساعدوني في تعليم اولادي، وأنا بكون طايرة من الفرحة لمن أولادي بجيبوا أحسن العلامات في المدارس".
مشاركة محمد في الأنشطة اللامنهجية الشتوية والصيفية زادت من علاقاته الاجتماعية مع زملائه وأصبح متعاوناً يبادر إلى الحديث والتعبير عن نفسه. ويشارك محمد في لعبة كرة القدم مع باقي زملائه إذ أن هذه الرياضة من احب انواع الرياضات التي يمارسها. 
يقول أحد المشرفين من برنامج مستقبلي، "محمد أصبح أكثر نشاطا وحيوية ويتمتع بشخصية قوية". ويحاول الاخصائي دوما أن يدعم محمد ويبقيه في المنطقة الآمنة التي يحظى بها الان فالرحلات الثقافية والتعليمية التي شارك فيها محمد كانت له مشجع على أن يعبر بقلمه عن التجارب التي شارك بصنعها مع زملائه، كانت هذه التجارب التعليمية والترفيهية كالماء التي روت البذور الكامنة في محمد لكي تنبت وتصبح ورد ملونة. 
يقول محمد "أنا الآن مش زي زمان، بحس حالي اشطر واحسن في كل اشي بشكركم لانكم بتهتموا فيا أنا واخوتي."
 
محمد هو أحد الأطفال المكفولين من بيت دوت كوم إحدى الجهات الداعمة لبرنامج مستقبلي. 
برنامج مستقبلي هو برنامج متكامل انطلق في عام 2009 بعد الحرب على غزة مباشرة. وقد تم تصميمه ليمتد على مدار 22 عاماً لتمكين الأطفال الأيتام في غزّة وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم من خلال توفير فرص التعليم ومقومات الصحة البدنية والنفسية والمهارات التي تدفعهم لأن يكونوا أفراداً منتجين وفاعلين في المجتمع.
البرنامج يمثل شراكة بين مجموعة أبراج من القطاع الخاص ومؤسسة التعاون غيرالربحيّة.
وقد بلغ عدد الأطفال المسجلين في برنامج “مستقبلي” منذ إنشائه 1804 طفل، ينتمون إلى 482 أسرة حاضنة.